الجيش المصري في الصومال.. القاهرة تستعيد عافيتها في أفريقيا وتخنق أديس أبابا
الجيش المصري في الصومال، أكد خبراء ومراقبون تحدثوا لـ الأيام المصرية أن توقيع اتفاق دفاع مشترك بين مصر والصومال ضربة كبيرة من مصر لإثيوبيا بعدما نجحت القاهرة في تطويق الدولة المارقة والتي باتت مصدرًا لبث الاضطراب فى محيطها الإقليمي.
أكد اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، عن زيارة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى مصر واستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي له يأتي ضمن توثيق العلاقات الممتدة بين مصر والصومال .
وأشار إلى أن توقيع اتفاقية التعاون العسكري المشترك مع الصومال يعزز الأمن القومي المصري خاصة بعد تأثير الأوضاع في باب المندب على دخل قناة السويس ، موضحا أن الصومال تواجه تهديدات من مجموعات إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة، ومصر ستقدم الدعم الكامل للقوات المسلحة الصومالية في مكافحة الإرهاب.
وأوضح أن تواجد قوات الجيش المصري في الصومال لتدريب ودعم الصومال في تعزيز قدراتها العسكرية مما سيساعد في استعادة أراضيها من المتمردين، مع الالتزام بالقانون الدولي ووحدة وسيادة الصومال، فالاستقرار في الصومال يعد من أولويات مصر، حيث إن استقرار الصومال يساهم في تحقيق الأمن القومي المصري.
مصر تعيد بناء ودعم القدرات الوطنية الصومالية في المجالين الشرطي والعسكري
رمضان قرني الخبير في الشؤون الإفريقية أكد أن قمة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود والرئيس السيسي في القاهرة هي الرابعة بين الرئيسين خلال عامين فقط ، وتتزامن مع مشهد معقد ومرتبك إقليميا بمنطقة القرن الإفريقي، في ضوء تداعيات الحرب في السودان، وفشل جهود الوساطة والتهدئة التركية بين إثيوبيا والصومال.
أشار إلى أن توقيع اتفاق للتعاون العسكري يرسخ مرحلة مهمة من التعاون، حيث تتواجد قوات الجيش المصري في الصومال لدعم وبناء القدرات الوطنية الصومالية في المجالين الشرطي والعسكري، من خلال آلية التدريب، والإمداد بالمعدات والأجهزة، وإعادة بناء المؤسسات الأمنية الصومالية ومشاركة مصر في بعثة حفظ السلام الأفريقية بالصومال مطلع عام 2025 في إطار تمسك مصر بوحدة الأراضي الصومالية، ورفض تقسيم الصومال، أو الاعتراف بالإقليم الانفصالي صومالي لاند.
كشف عن تنسيق مصري مع تركيا لتجنيب مقديشو تداعيات هذا الاتفاق الإثيوبي مع الانفصاليين الصوماليين، والحفاظ على سيادة الصومال.
قال رأفت محمود الخبير في الشؤون الإفريقية، ، إن توقيع اتفاق دفاع مشترك بين مصر والصومال يأتي كخطوة إضافية ضمن دعم مصر لسيادة الصومال ووحدته مع الاضطرابات الأمنية في الصومال، والاتفاق بين صومالي لاند غير المعترف بها مبكراً وإثيوبيا الذي حصلت بموجبه على تسهيلات بحرية في ميناء بربرة مفتاح البحر الأحمر، وهو اتفاق ترفضه مصر لأنه يمس سيادة الصومال. كما يأتي في ظل التعنت الإثيوبي في المسارات التفاوضية بشأن سد النهضة؛ مادفع مصر لتأكيد حقها المكفول بموجِب المواثيق الدوليّة للدفاع عن أمنها المائي والقومي في حالة تعرضه للضرر.
وقال الخبير إن مصر والصومال طورا من علاقاتهما لتعميق التعاون الثنائي، ومن بينها خط طيران مباشر بين القاهرة ومقديشيو، وإعادة افتتاح السفارة المصرية في مقديشيو، بالإضافة إلى بروتوكول التعاون العسكري.
واختصر التحرك المصري للتواجد في القرن الإفريقي بأنه انتصار لمصر كالتالي:
أبعاد استراتيجية: الخطوة المصرية تتضمن أبعاداً متعددة تشمل مواجهة التعنت الإثيوبي في أزمة سد النهضة والتصدي للخطط الإثيوبية التي تهدد المصالح المصرية في البحر الأحمر.
الوجود الإثيوبي في البحر الأحمر: الاتفاق بين إثيوبيا وأرض الصومال يتيح لإثيوبيا وجوداً بحرياً في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، مما يشكل يهدد الأمن القومي المصري والمصالح المصرية في المنطقة، التي تواجه اضطرابات أمنية مثل القرصنة والهجمات من جماعة الحوثيين.
أهمية اتفاق الدفاع المشترك: الاتفاق يهدف إلى تحقيق استقرار الصومال بدعم من الخبرات الأمنية المصرية، والوقوف ضد الأطماع الإثيوبية، التي تشمل احتلال إقليم أوغادين.،كما يساعد مصر على التعامل مع التغيرات الجيوستراتيجية في القرن الإفريقي والوجود الأجنبي في المنطقة.
ضغط على إثيوبيا: الاتفاق يعزز القدرة المصرية على التواجد بالقرب من الحدود الإثيوبية، ويمنع إثيوبيا من الاستحواذ على ميناء بحري يخفف من عزلتها الجغرافية ويوفر لمصر مزايا استراتيجية وضغطاً على صانع القرار الإثيوبي، الذي يعاني من الاختناق كدولة حبيسة .