رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
الايام المصرية
رئيس التحرير التنفيذي
إسلام النحراوى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير التنفيذي
إسلام النحراوى

عاشت حرية الصحافه عاش نضال الصحفيين، هكذا شاركت الزملاء أعضاء الجمعية العمومية بنقابة الصحفيين، هتافاتهم بالقاعة الرئيسية بنقابة الصحفيين أثناء مشاركتي في انتفاضة الصحفيين ضد القانون رقم 93 لسنة 1995 والذى يواكب مثل أمس من عام 1995 أي قبل 29 عامًا، وهو اليوم الذي اختارته الجمعية العمومية التاريخية للنقابة عام 1995 ليكون عيدًا سنويًا لحرية الصحافة ، 29 عامًا مضت تصديًا للهجمة الشرسة على الصحافة التى دبرها أعداء الحريات، لكنها باءت بالفشل، وبعدها مباشرة خضت معركة إنتخابات مجلس الشعب تحت مظلة نقابة الصحفيين التى أصدر مجلس نقابتها قرارًا بدعم الزملاء المرشحين من أعضاء النقابه وتشرفت بلدتي بسيون بزيارة وفد من مجلس النقابة برئاسة الأخ والزميل العزيز يحيى قلاش نقيب الصحفيين، جابت معى شوارع بلدتي بسيون وهتفوا فى جموع الناخبين ووصلت للإعاده ولولا التزوير لإكتسحت الإنتخابات.

لي أن أفخر بأنني أحد الصحفيين الذين تمسكوا في مثل أمس من عام 1995 بحقهم في صحافة حرة بلا وصاية، لأنها صمام الأمان للوطن الغالي، وتشير الصورة إلى أحد اللقاءات الحاشدة التي شاركت فيها متابعًا لما كان يطرحه نقيب النقباء كامل زهيري، حيث اصطف جموع الصحفيين من الصحف القومية والمعارضة والمستقلة للدفاع عن حرية الصحافة في مشهد وطني بديع، إنطلاقًا من حس وطني، وإصرار على الدفاع عن ثوابتنا الصحفية، لذا باتت تلك الأيام منطلقًا للعزة والفخر .  ويبقى الشكر واجب لكل من صنعوا يومًا نفتخر به أمام العالمين، الزملاء الصحفيين أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، في القلب منهم مجلس نقابة الصحفيين عام  1995.

سيظل مشهد الزميل العزيز يحيى قلاش، محفورًا في الأذهان وهو يتلو علينا أثناء المؤتمر رسالة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل للجمعيه العموميه، وهو القيمة الكبيرة في المهنة، والتي جاءت استجابة لمخاطبته برسالة الخميس عبر الفاكس على مكتبه نصها : "جمعيتنا العمومية بعد غد السبت.. ما زلنا ننتظر كلمتك".. والجمعة تواصل الأستاذ هيكل مع الزميل يحيى قلاش كما عرفنا، وطلب حضوره إلى مكتبه، وقال له: “هذه كلمتي التي طلبتها ، وأنت مؤتمن عليها “، وفعلًا ألقاها أمامنا في  الجمعية العمومية، وكان لتلك الرسالة مفعول السحر في الجمعية العمومية والتي تضمنت "إن هذا القانون استفزني كما استفزكم واستفز الرأي العام، وحملة الأقلام، وكل القوى السياسية والنقابية والثقافية في البلد، وأشهد آسفًا أن وقائع إعداد القانون كانت أقرب إلى أجواء ارتكاب جريمة منها إلى أجواء تشريع عقاب، وأنه يعكس أزمة سلطة شاخت في مواقعها ".

لعل أروع ما أكده الزميل والرفيق يحيى قلاش القيمة الصحفية الكبيرة فيما تناوله بشأن تلك الذكرى العظيمة أن المناخ العام لدى الجميع يستقر فيه القناعه أن الصحافة ليست ملكًا للصحفيين ، وأن العدوان عليها مقدمة ومؤشر لما بعده من تضييق ، لذا كان انحياز شخصيات ذات ثقل ووزن مثل فؤاد سراج الدين وخالد محيي الدين وضياء الدين داود والنائب الشهير بالفلاح الفصيح فكري الجزار، وغيرهم ، له الكثير من التأثير في مسار الأزمة ، التي إتسمت فيها هذه المعركة بالنفس الطويل ، حيث امتدت على مدى عام ، وفشل رهان النظام على الموت بالتبريد ، وتنوعت فيها الأساليب والوسائل ، وتوحدت الجمعية العمومية ، وتضافرت ، ولم تتضاد خبرات الأجيال المختلفة من كل لون مؤسسي وفكري وعمري ، وتعايشت حكمة الكبار مع حماس الشباب وسار الجميع نحو الهدف نفسه ، وكان أداء مجلس النقابة استثنائيًا بكل المقاييس كما أكد يحيى قلاش ، واستطاع أن يأخذ زمام المبادرة في قيادة الأزمة ، تلاشت المسافات والمنافسات بين أعضاء الجمعية العمومية ورموزها ، وحضر المعارض ليشد أزر المفاوض ، وظهر نقيب النقباء كامل زهيري ليساند إبراهيم نافع ، نقيب الجسور مع الدولة ، وزاد من وعي الجمعية العمومية زيادة سقف المطالب ، وظل جلال عارف حارسًا ومعبرًا عن هذا السقف ، وصاح صلاح عيسى بشعاره الشهير خلال جلسات الجمعية العمومية “ الحابسات الباقيات ”، وهو يحذر من بعض المواد الملغومة في عروض الحل .

خلاصة القول أتفق تماما مع الزميل العزيز خالد البلشى نقيب الصحفيين فيما أكد عليه بالأمس من ضرورة إعادة النظر في التشريعات الخاصة بالصحافة والذى تم طرح جانيا منها في الحوار الوطنى ، كما أتفق مع نقيب الصحفيين أننا لدينا فرصة للنظر في الإفراج عن الصحفيين المحبوسين ، ومن ضمنهم المحبوسين على خلفية دعم القضية الفلسطينية ، والتأكيد على ثوابت نقابة الصحفيين من ضرورة إخلاء سبيل كل الصحفيين المحبوسين ، وتحرير المجال العام ، وأن يكون هناك قوى فاعلة في المجتمع ، بخطوات سريعة وفاعلة ، لأنه كما أكد نقيب الصحفيين من أنه لا يوجد صحافة حرة بدون قانون لحرية تداول المعلومات ، الذى يجب ان يتم إصداره ، كما يطيب لى في هذه الذكرى على أن واد الحريات خطيئه ، والتغول على حرية الصحافه ليس فى صالح الوطن خاصة متصدرى المشهد ومتحملى المسئوليه من أبناء جيلى ، حيث اصبحنا جميعا فى خريف العمر نستعد للقاء رب كريم ، وتسليم الرايه لمن بعدنا وهى ترفرف أعلامها ولاتنكس ، وترتفع بها الرؤوس ولاتنحنى ، ومن لاينتبه لكلامى وأنه سيرحل عن هذه الحياه وفق مقدور الله تعالى رب العالمين يكون قد تعايش مع الوهم ، ونسى أن للكون رب . أنا لاأتحدث عن شخصى أو جيلى أنا أتحدث عن ثوابت راسخه يحاول البعض أن يطمس معالمها .

تم نسخ الرابط